
الدموع .. سلاح من أسحلة حواء العديدة ..
تكسب من خلالها معاركها مع الرجل الذي غالباً ما يذعن ويمتثل عندما تشهر المرأة
هذا السلاح في وجهه ..
وكيف تتساقط مطرا لدى البعض ؟ وتجف جفاف الصحراء لدى البعض الآخر ؟
وقد وضعها العلماء والباحثون موضع دراستهم وبحثهم ..
واستطاعوا بالتالي تصنيفها إلى ثلاث طبقات الأمر الذي سهل عليهم معرفة الأمراض
التي تصيب بعض أجزاء العين وطرق معالجتها ..
وعليه قسموا الجهاز الدمعي إلى قسمين :
ويتألف من الغدة الدمعية الرئيسية والغدة الدمعية المساعدة ..
والأولى تتواجد في محجر العين عند الزاوية الخارجية العليا للعين
وتحت المنطقة العظمية الأمامية العليا للعين ويتصل بهذه الغدة الرئيسية 12 قناة ..
تنقل الدموع من الغدة لتصب في العين مباشرة .
من العين و 8 تسكن في الجزء السفلي
وتكون مزروعة في جذور الرموش وفي أطراف الجفون والقبوة العلوية والسفلية للملتحمة ..
( والقبوة : هي أسفل الجفن العلوي أو السفلي من الداخل )
جميعاً تفرز الدموع .. فالغدة الرئيسية تفرز الدموع الناتجة عن الانفعالات العاطفية
والمؤثرات الخارجية " الأجسام الغريبة"
وهي تتلقى أوامرها الطارئة من الدماغ مباشرة ..
بمعنى أنها لا تعمل إلا بحدوث أمر ما يترجمه الدماغ إلى أمر بذرف الدموع ..
بالرطوبة اللازمة .. على مدار الساعة وبشكل مستمر .
ويتألف هذا القسم من فتحتين دمعيتين عند أطراف الجفون الداخلية العلوية
والسفلية عند الزاوية الداخلية للعين باتجاه الأنف
ولا يمكن مشاهدتها إلا بعد شد الجفن إلى الأمام والخارج ..
وهاتان القناتان تتصلان بقناتين دمعيتين تصبان إفرازاتهما في كيس دمعي موجود
في عظم الأنف العلوي .. ومن هذا الكيس تخرج قناة واحدة ..
تصرف ما تجمع فيه من الدموع إلى الأنف لتمتصه الشعيرات الدموية ..
فتعيد بذلك الدموع إلى الدورة الدموية الرئيسية داخل الجسم ليتكفل الجسم
بطردها خارجه بالأجهزة المتخصصة بهذا العمل والموجودة بجسد كل كائن حي .
خلال ساعات النهار فقط ..
أما في الليل فلا تفرز الدموع لأنها تكون مغلقة ولا تبخير فيها ..
و%50 من دموع العين تنجز في النهار بفعل الحرارة
والجزء الآخر يتم تصريفه عبر مجاري تصريف الدمع .
المختصة بالعين شأنها بذلك شأن إي جهاز أو عضو في الجسم يتقدم به العمر .
الأولى مخاطية والثانية مائية والثالثة دهنية
وهذه كلها تخرج معاً من كل قناة من القنوات الدمعية
ولكل طبقة من الطبقات وظيفة حيوية وأساسية
أجزاء العين لتعرض أجزاء منها للجفاف
فالإنسان الواقف مثلا تبقى عيناه لزجتان مرطبتان في الجزء العلوي على الرغم من
أن قانون الجاذبية يقضي بنزول الدمع إلى الجزء السفلي ..
وكذلك الحال لمن ينام على جنبه الأيمن أو الأيسر فإن عينه تبقي مرطبة
بالدموع وغير معرضة للجفاف .
فهي في مكوناتها من العناصر وفي تركيباتها الكيميائية تشبه دم الإنسان
لأن فيها من العناصر والمركبات ما في دم الإنسان تماماً والاختلاف الوحيد هو
في نسب بعض هذه العناصر في الدمع عما هي عليه في الدم ..
فالبوتاسيوم في الدمع مثلاً أعلى منه في الدم
والجلوكوز في الدم أعلى منه في الدمع والاختلاف في نسب هذه العناصر هو
من أجل أداء الدور الأساسي لكل عنصر في الجسم
التي قد تدخل فيها ..
وهذه تسمى أجسام المناعة الذاتية وهي رديفة لمناعة جسم الإنسان بصفة عامة.
ومهمة هذه الطبقة بشكل أساسي هي الحيلولة دون تبخر الدموع
لكي لا تتعرض العين للجفاف وإبقاء حواف الجفون والقرنية رطبة لزجة نتيجة
كثافة المادة الزيتية الموجودة فيها .
فالسائل الدمعي يأخذ ما تحتاجه العين من الأوكسجين والغازات الأخرى لاستكمال وظائفها .
التي تمتد من الجسم إليها ..
ولكن القرنية مثلاً لا تصلها الدورة الدموية مباشرة بل تصلها من خلال محيطها ..
لذلك فإنها تأخذ وبواسطة الدمع كمية من الغازات وخاصة الأوكسجين لتنقيتها
وزيادة شفافيتها وبالتالي لزيادة قوة الأبصار فيها .
ومعدل سمك الدمع بطبقاته الثلاث بعد حركة الجفون حوالي تسعة ميكرونات
وتقل إلى أربعة ميكرونات قبل بدء حركة الجفن لثانية مباشرة .
والسبب في هذا أن الله سبحانه وتعالى خلق الذكر والأنثى وميز بينهما في كل شيء
والهرمونات من أهم هذه الأشياء .
ولكنها بالطبع موجودة لدى الرجل بصورة أكبر بكثير ..
ولذلك فإن الرجل يتميز بخشونته وقوته وغير ذلك من سمات الرجولة
بالإضافة إلى ذلك هناك الغدة فوق الكلوية التي تفرز مادة " الأدرينالين "
عند حالات الغضب والمعاناة وهذه المادة تؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية ..
وبالتالي تحفز الطاقة أو القوة عند الرجل اكبر وعليه فإنه عند التعرض
لموقف صعب يكون الرجل أقدر على تحمله من المرأة لأن طاقته أوسع وأكبر من
طاقة الأنثى التي سرعان ما تستنفد الطاقة المحفزة لديها ..
فلتجأ لخط دفاعها الثاني وهو البكاء ..
أما الرجل فإنه لا يبكي إلا عندما يكون الخطب أكبر من طاقته بكثير .
هو تصريف للسموم الناجمة عن احتراق الطاقة في جسم الإنسان
وتقوم الدموع بنقل هذه السموم من الجسم إلى خارجه عن طريق العين ..
وقد بينت التحاليل العملية لدموع العين بعد حالة من حالات الغضب
أن هناك كميات من السموم في الدموع تعتمد إفرازاتها على درجة الخطب وشدته .
من الأمراض التي تصيب الرجال خاصة
كالتعرض مثلا لأمراض القلب المفاجئة وأمراض المعدة مثلاً وغيرها الكثير .
وهذا لأن الرجل كما ذكرنا لا يبكي في كثير من الحالات حيث يتعرض لتقلص
في الأوعية الدموية نتيجة إفرازات " الادرينالين" الشديدة في حالات الخطب
ما يؤدي لوقوع المأساة .
غير حقيقية وهي صفة " دموع التماسيح " ..
ولكن علينا ان نعلم وقبل كل شيء أن التماسيح لا تبكي لأنه
لا يوجد في تركيبها مكان للعاطفة . إلا تلك المرتبطة بحيوانيتها ..
طاقة هائلة بفعل مادة " الادرينالين"
فهذا يعني أنه لا غدد تعرق في جلده لإفراز العرق المتشكل في جسمه
نتيجة الطاقة التي أشرنا اليها
لا يوجد غيره وهو عيناه ..
ولذلك فإننا نجد التمساح وخاصة عندما يأكل يفرز كمية كبيرة من الدمع والعرق..
ولكن للسبب الذي ذكرناه وليس انفعالاً أو عاطفة .
بالإضافة إلى هذا فإن هناك عنصراً ثانوياً يساعد على زيادة خروج الدموع من عيني
التمساح أثناء تناوله للطعام ..
وهو عندما يفتح فكه الطويل فإن منطقة الغدة الدمعية تتقلص فتتساقط الدموع بغزارة
ويظهر التمساح وكأنه يبكي
ويمكن ملاحظة ذلك أيضاً على الكلب عندما يتناول طعامه أو يبذل جهدا يحتاج
إلى الطاقة وكل حيوان ليس في جلده مسامات تعرق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق