الأحد، 2 نوفمبر 2014

لماذا نحن هنا؟!




لماذا نحن هنا؟!
تحرير وترجمة: شادي عبد العزيز
في ديسمبر 1988 أجرت مجلة (لايف) تحقيقاً مع مشاهير العالم، ومع أناس عاديين، لتسألهم عن معنى الحياة، عن سبب وجودنا على هذه الأرض، وفيما يلي إجابات مختارة على هذا السؤال .
مورتيمر أدلر - فيلسوف
ليس السؤال "لماذا نحن هنا؟"، وإنما "كيف يجب أن نحيا حيواتنا". كل تطوراتنا التقنية لم تغير من هذا السؤال الصعب أساساً. يونانيو القرن الخامس قبل الميلاد معاصرون لنا، لسنا أكثر حكمة مما كانوا عليه. تذَكّر إجابة هاري ترومان عند سؤاله عن سبب قراءته لكتاب "حيوات" لبلوتارخ، أجاب الرئيس: لأعرف ما يجري في واشنطن.

مايا أنجلو - كاتبة
لدهرٍ كنت في حيرة بشأن السؤال معنى الحياة. وعليّ أن أذكر أن الإجابة تتغير من أسبوع إلى آخر. عندما أعرف الإجابة أكون علي دراية تامة بها، وفور درايتي أني أعرفها، أعرف أني لا أعرف شيئاً. وفي 70% من المرات يكون استناجي هو وجود تصميم أكبر. أعتقد أن القوة التي خلقت الحياة تراهن أن البشر سيقومون بشيء في روعة الحياة ليرقوا إلى أرقى ما قد تكون عليه إمكانياتهم. أنا متأثرة بشدة ب (بليز باسكال ) ورهانه. ينصحنا باسكال بالرهان على وجود الإله برمي عملة معدنية، فإذا فزنا سنفوذ بالأبدية، ولو خسرنا، لن نخسر شيئاً.
أتطلع من نافذة كبيرة الآن لأرى حوالي 40 من أشجار القرانيا والقيقب والسنديان والخرّوب، والضوء يسقط على بعض الأوراق، وهذا جميل جداً. أحياناً ما يغمرني الامتنان لمثل تلك المشاهد، وأشعر أن كل منا محمل بمسؤولية لكونه حياً، مسؤولية تجاه الخلق الذي نحن جزء منه، ومسؤولية أخرى تجاه الخالق، هذا دين علينا أن نعيد تسديده بأن نحاول أن نوسع من نطاقات فهمنا.
جاسون جايس - طفل في الحادية عشر من عمره مصاب بالسرطان
كان الصعب كتابة موضوع عن سبب ولادتنا. أعتقد أن الله خلق كل منا لسبب مختلف. لو وهبك الله صوتاً عظيماً، فربما كان يريد منك الغناء. ولو كان الله قد خلقك بطول 7 أقدام، فربما أراد منك اللعب لفريق اللايكرز أوالسلتكس . عندما مات صديقتي المصابة بالسرطان سألت أمي عن السبب الذي دعا الله لخلق كيم لتموت في السادسة من عمرها، ولكن أمي قالت أنها غيرت حيوات العديدين رغم أنها كانت في السادسة فقط. ما عنته أن أخاها أو أختها يمكن أن يكتشفا علاجاً للسرطان، وأن يكونا قد قررا القيام بذلك بسبب كيم. وكنت قد اعتدت كذلك أن أتساءل لماذا يعذبني الله ويصيبني بالسرطان. ربما لأنه أراد لي أن أكون طبيباً يرعى الأطفال المصابين بالسرطان، ربما لأطمأنهم عندما يقولون "د. جايسون، أشعر بالخوف الشديد" أو "أنت لا تعرف غرابة أن تكون الطفل الأصلع الوحيد في المدرسة كلها"، وقتها يمكنني أن أقول: "بل أنا أعرف ذلك بالتأكيد، لقد أصبتُ بالسرطان، وانظر كيف هو شعري الآن"
إيلي ويزيل - كاتب
بنيت عملي بالكامل على الأسئلة، لا الأجوبة. من المهم ألّا نقبل الإجابات السهلة. الإجابات السهلة دائماً ما تكون إجابات خاطئة. وتظل الأسئلة رغم اختلاف الأجوبة، وأحياناً ما تتغير الإجابة لأكثر من مرة في الجيل الواحد، ولا يزال سؤال "لماذا نحن هنا؟" هو السؤال الأكثر أهمية الذي يجب على الإنسان مواجهته.
علينا أن نهب المعنى للحياة لتخطي الحياة السلبية اللامبالية. الشخص اللامبالي شخص ميت دون عِلمه، أؤمن أن للحياة معنى رغم ما رأيت من موت بلا معنى. الموت يفتقر إلى المعنى، بعكس الحياة. علينا أن نجعل من كل دقيقة ثرية ومُثرية، ليس بالنسبة للمرء نفسه، بل وللآخرين، وأن نخلق من خلال ذلك جسراً بين الكائنات يحد من نطاق العدمية. الحياة هبة مكافأتها المعنى. معنى الحياة موجود في كل مواجهة، وكل لحظة هي لحظة جمال.
خوسيه مارتينيز – سائق أجرة
نحن هنا لنموت، أقود سيارة أجرة، أمارس الصيد أحياناً، أخرج مع فتاتي، أدفع الضرائب، أقرأ قليلاً، ثم أستعد للموت فجأة. عليك أن تكون قوياً في هذا الشأن. الحياة وهم كبير. لا أحد يهتم. أنت هنا، وسترحل، سواءً كنت غنياً أو فقيراً، أنت كالريح، سيأتي أناس آخرين من بعدك. سندمر أنفسنا، وليس بيدنا حيلة في ذلك. الشفاء الوحيد لمرض هذا العالم حرب نووية تقضي على كل شيء، لنبدأ من جديد.
محمد علي – بطل ملاكمة
كل ما على الأرض من نعيم، وكل ما تحت الأرض من نعيم، وكل ما في الكون من نعيم ليس إلا جناح بعوضة بالمقارنة بالنعيم المنتظر في الآخرة. الحياة على الأرض ليست إلا تحضيراً للدار الأبدية التي هي أهم بكثير من المتع القصيرة التي تغوينا ها هنا. لقد وقتنا تحت شجرة الحياة لبرهة قصيرة. لقد توقفنا تحت شجرة الراحة المؤقتة. لقد تمتعنا في ظلها. ستنتهي حياتنا الحاضرة على الأرض، وسينبعث عالم جديد، وفي ذلك اليوم سيُقدم إلى الله بيان بكل ما فعلنا من خير أو شر ليصدر حكمه النهائي.
فرانك دريك – رائد فضاء
أدت ملاحظاتنا للمجرات القاصية إلى أدلة مثيرة لفكرة مذهلة. لم يكن كوننا إلا فقاعة واحدة في ينبوع عظيم من فقاعات لأكوان عدة انبعثت من الانفجار العظيم الذي خلق الواقع بأكمله. بالنظر لمليارات السنين من التطور، وبنى الحياة المعقدة التي تطورت، والتي شملت مخلوقات واعية بكونها وقادرة على التلاعب به بطُرق هائلة، فلا شك ان الحياة نمت في أماكن عدة من كوننا. ومن خلال فهمنا ودراستنا لمخلقات فضائية ذكية أخرى يمكننا فهم ما لنا من مغزى، وما لنا من إمكانيات قصوى، ومجموعة أقدارنا المحتملة، لذلك فإن السعي للوصول لحضارات أخرى عاقلة ومشاركتها المعرفة مُهمة جوهرية.
تشارلز بوكوفسكي - كاتب
بالنسبة لمن يؤمنون بالإله، فإن أغلب الأسئلة الكبرى مُجابة، أما بالنسبة لمن لا يستطيع منّا أن يتقبل بيُسر وصفة الإله، فلا تزال هذه الأسئلة دون تغيير، نحن نتأقلم مع الأحوال والاكتشافات الجديدة، نحن طيّعين، ولا حاجة لأن يكون الحب وصية أو إيماناً أو قولاً مأثوراً، أنا إله نفسي. نحن هنا لننبذ ما تعلمناه من تعاليم الكنيسة والدولة ونظامنا التعليمي. نحن هنا لنشرب البيرة. نحن هنا لنضع نهاية للحرب. نحن هنا لنهزأ بالاحتمالات، ولنحيا حيواتنا جيداً حتى يرتجف الموت لأخذنا. نحن هنا لنقرأ هذه الكلمات من كل هؤلاء الحكماء من الرجال والنساء ممن سيخبروننا أننا هنا لأسباب مختلفة ولنفس السبب كذلك.
جانيت إيفانز – بطلة أوليمبية في السباحة
أؤمن أن الذهاب أننا نذهب إلى الجنة من هنا. علينا وضع أهداف وتحقيقها أثناء وجودنا ها هنا، وعلينا استغلال الأشياء بأفضل الطرق، وأن نجعل الآخرين يشعرون بالرضا عن أنفسهم، وأن نكون سعداء بما نحن عليه، وبما نفعله.
إدواردو غاليانو – شاعر ومؤرخ
ما الذي علينا القيام به هنا؟
نحن نسمم الهواء والماء والتربة، ونسمم أرواحنا. القنبلة النيتروجينية التي تحترم الأشياء بينما تبيد البشر هي الرمز الأمثل لحياتنا الفوضوية. يدين الناس بالولاء للأشياء كما يدين الفقراء بالولاء للأغنياء، والمدنيين للعسكريين، والسود للبيض، والرجال للنساء. لحفظ النظام، هذا النظام لعالم مقلوب رأساً على عقب، آلة الخوف العظمى التي تصنع الأسلحة بما يساوي 2000 دولار في الثانية، بينما تُفقدنا وسائل الإعلام تواصلنا، ويُفقدنا النظام التعليمي تعليمنا. يعيش المرء ليمتلك، لا ليكون. المال أكثر حرية من البشر. بالنسبة لأغلب البشر (سُكان العالم الثالث وفقراء العالم) فإن العالم أقرب إلى معسكر اعتقال منه إلى بيت للجميع.
ليس هذا ما أراد العالم أن يكونه قبل أن يكون. أرى أن القتال لتغييره واستعادته تقدم معنى للمغامرة الإنسانية. وفي هذا المعركة أرى نفسي في الآخرين. في هذه المعركة أصبح زميلاً ومعاصراً لمن تحركوا بدافع إلى العدالة أو بدافع إلى الجمال. أنا زميل لهم رغم ولادتهم في بلد آخر. انا زميل لهم رغم أنهم عاشوا في عصر آخر. لذلك أشعر وأعرف أنني نسمة ريح سيستمر وجودها حتى عندما لا أكون شيئاً أكثر من ذرة غبار ضائعة في الكون أو لحظة صغيرة مفقودة في الزمن.
توم روبينز - كاتب
غايتنا هي أن نتطور بوعي، وبقصد كذلك، تجاه حالة وجودية أكثر حكمة وتحرراً ونورانية، أن نعود إلى جنة عدن، نصادق الثعبان ، وننصب حواسبنا بين أشجار التفاح البرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق