الثلاثاء، 11 يناير 2011

ستيفن سبيلبرج (السيرة الكاملة)

ستيفن سبيلبرج




يعد ستيفن سبيلبرج واحد من أكثر الشخصيات القوية والمؤثرة في صناعة السينما الأمريكية، وواحد من أغنى صناع الأفلام في هوليوود والعالم، ارتبط باسمه الكثير والكثير من الأفلام الناجحة نقدياً وجماهيرياً سواء من ناحية الإنتاج أو الإخراج أو الكتابة.

ولد في 18 ديسمبر 1946 في سينسيناتي بأوهايو لعائلة يهودية، في البداية طلب سبيلبرج الالتحاق بمدرسة السينما التابعة لجامعة كاليفورنيا الجنوبية ثلاث مرات لكنه لم يُقبل، ثم ذهب ليدرس في جامعة كاليفورنيا في لونج بيتش لكنه لم يكمل دراسته لكي يسعى وراء العمل في مجال السينما.

كانت بداية سبيلبرج الحقيقية عندما كان مقيماً وضيفاً في استوديوهات يونيفرسال في قسم المونتاج، وقام بصنع أول أفلامه والذي يبلغ طوله 24 دقيقة بعنوان (أمبلاين) وهو الاسم الذي اتخذه سبيلبرج لاحقا كاسم لشركة الإنتاج خاصته (أمبلاين انترتينمينت)، وبعدما شاهد سيدني شاينبرج الذي صار بعد ذلك نائب مدير الإنتاج التليفزيوني في يونيفرسال، صار سبيلبرج هو أصغر مخرج يتعاقد في صفقة طويلة الأجل مع إحدى استوديوهات هوليوود الكبرى.

كان أول عمل احترافي لسبيلبرج هو عمله في إخراج حلقات تلفزيونية لصالح يونيفرسال، ثم لاحقاً وبناءً على عمله القوي وقع سيبلبرج عقداً جديداً لإخراج 4 أفلام تلفزيونية، ثم أخرج أول أعماله السينمائية (قطار شوجرلاند السريع) والذي كتبت جريدة (هوليوود ريبورتر) اليومية السينمائية عن مخرجه قائلة: "مخرج هام جديد يلوح في الأفق".





قام بعد ذلك المنتجان ريتشارد زانوك و دافيد براون بالعرض على سبيلبرج لإخراج فيلم (الفك المفترس) وكان مشروع الفيلم في البداية مهدداً بالإلغاء بسبب التأجيلات المتكررة وتجاوز حدود الميزانية المقررة، لكن سبيلبرج واصل وأصر على إكمال الفيلم، وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً بحوالي 470 مليون دولار في شباك التذاكر حول العالم والفوز ب3 جوائز أوسكار وهي أفضل مونتاج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل صوت، وبسبب هذا الفيلم صار سبيلبرج من أغنى الشباب في أمريكا ولديه الاستقلالية الكافية لصنع مشاريعه الخاصة.





اجتمع سبيلبرج بريتشارد دريفس مرة أخرى بعد (الفك المفترس) في فيلم الخيال العلمي الشهير (لقاءات قريبة من النوع الثالث) والذي قام سبيلبرج أيضا بكتابته، والذي نال عنه أول ترشيح للأوسكار كأفضل مخرج مما عزز من مكانته كمخرج، ثم أخرج فيلم (1941) والذي على الرغم من تحقيقه هامشاً صغيراً للربح للشركات المنتجة فقد كان ينظر إليه كخيبة أمل خاصة من جانب النقاد.

بعد ذلك اجتمع سبيلبرج مع صديقه الكاتب والمخرج الشهير جورج لوكاس لصناعة فيلم مغامرات حركي وهو (غزاة الفلك المفقود) وهو أول أفلام سلسلة انديانا جونز التي قام ببطولتها هاريسون فورد، وكان هذا الفيلم هو الأضخم في شباك التذاكر لعام 1981 واعتبره النقاد علامة بارزة في صناعة أفلام الحركة وترشح عنه سبيلبرج للمرة الثانية للمرة الثانية كأفضل مخرج.





بعدها بعام يقدم سبيلبرج أنجح أفلامه في فئة الخيال العلمي وواحد من أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات وهو (إي تي: أقصي الأرض) وترشح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، وبعد ذلك أخرج الجزء الثاني من انديانا جونز بعنوان (انديانا جونز ومعبد الهلاك) والذي كان السبب (هو وفيلم آخر أخرجه سبيلبرج) في خلق فئة جديدة في نظام الرقابة الأمريكي وهي
(PG-13) نظرا للمعدل المرتفع من العنف الذي يقدمه هذا الفيلم، ومع ذلك فقد حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر.
في عام 1985، قدم سبيلبرج فيلم (اللون القرمزي) المقتبس عن الرواية الفائزة بجائزة بوليتزر بنفس الاسم للكاتبة أليس واكر، والذي قام ببطولته ووبي جولدبرج والإعلامية الكبيرة أوبرا وينفري، وقد حيّا النقاد تحوله لتقديم فئة الدراما في هذا الفيلم، وترشح لإحدي عشرة جائزة أوسكار.



وفي عام 1987 وبعد انفتاح الصين على العالم، صور سبيلبرج أول فيلم أمريكي يصور في شنغهاي منذ حقبة الثلاثينات وهو فيلم (إمبراطورية الشمس) المقتبس عن رواية ج.س. بالارد. وبعد تقديم سبيلبرج لفيلمين دراميين على التوالي، عاد مرة أخرى إلى انديانا جونز ليقدم ثالث أفلام السلسلة (انديانا جونز والحملة الأخيرة) الذي يشارك فيه هذه المرة مع هاريسون فورد شون كونري في دور الأب، ليحقق أعلى الإيرادات في عام إنتاجه متفوقاً علي فيلم (باتمان) لتيم بيرتون.

في 1991 قدم فيلم (هوك) المستند علي قصة بيتر بان الشهيرة، وبعدها بعامين يحل عام فاصل في حياة سبيلبرج حيث بعد تقديمه واحد من أنجح أفلامه تجارياً وهو (الحديقة الجوراسية) محققاً اكثر من 900 مليون دولار في شباك التذاكر، يخرج فيلم (قائمة شندلر) الذي يجسد معاناة اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية ليفوز للمرة الأولى بأوسكار أفضل مخرج بالإضافة لفوز الفيلم بست جوائز أخرى منها أفضل فيلم، وقد رفض سبيلبرج الحصول علي أجر أو حتى أرباح مقابل إخراج الفيلم، وقام بإنشاء جمعية (شوا) وهي جمعية لا تهدف للربح تقوم بتوثيق شهادات الناجين من الهولوكوست، واحتل الفيلم المركز الثامن في قائمة أعظم مائة فيلم في تاريخ السينما الأمريكية عام 2007.





في عام 1994، أسس سبيلبرج بالاشتراك مع جيفري كاتزنبرج ودافيد جيفن ستوديوهات دريم ووركس الشهيرة، وفي عام 1997 قدم الجزء الثاني من الحديقة الجوراسية تحت عنوان (العالم المفقود) والذي كان ثاني أعلى الأفلام إيراداً بالطبع بعد (تيتانيك) لجيمس كاميرون. وكان فيلمه التالي هو (اميستاد) الذي يحكي قصة تحرير العبيد الأفارقة.

وفي العام التالي عاد لواحدة من مناطقه الدرامية المفضلة وهي الحرب العالمية الثانية في فيلمه الشهير (إنقاذ الجندي رايان) الذي شهد التعاون الأول مع النجم توم هانكس الذي نال عنه ثاني أوسكار له كأفضل مخرج، ثم في عام 2001 قدم سبيلبرج المشروع الذي كان يعمل صديقه المخرج الكبير ستانلي كوبريك عليه في فيلم كتب السيناريو له وأخرجه وهو (ذ.أ :ذكاء اصطناعي) ، وفي عام 2002 يتعاون سبيلبرج للمرة الأولي مع توم كروز ليقدما فيلم الجريمة المستقبلي (تقرير الأقلية) الذي قوبل بحفاوة نقدية وجماهيرية شديدة حتى أن الناقد السينمائي روجر ايبرت اعتبره أفضل فيلم لعام 2002.





بعد ذلك يتعاون سبيلبرج مرة أخرى مع توم هانكس في فيلمين متتاليين وهما (أقبض علي إن استطعت) و(صالة الوصول) وشارك في الأول ليوناردو دي كابريو وكريستوفر واكن، أما الثاني فيشارك فيه كاثرين زيتا-جونز وستانلي توتشي، ويعود سبيلبرج للتعاون ثانية مع توم كروز في اقتباس معاصر لرواية (حرب العوالم) لهربرت جورج ويلز والذي يتخلي فيه سبيلبرج عن تصوير الفضائيين كأصدقاء طيبين مثلما فعل في (إي تي) و(لقاءات قريبة من النوع الثالث).

يعود سبيلبرج بعد (قائمة شندلر) للتطرق للشأن اليهودي ثانية في (ميونيخ) الذي يتطرق لحادثة ميونيخ الشهيرة التي وقعت أثناء دورة الألعاب الأولمبية في عام 1972، وقد حاز الفيلم على 5 ترشيحات للأوسكار وحاز سبيلبرج على سادس ترشيح للأوسكار، ويتبع هذا الفيلم الجزء الرابع من انديانا جونز بعنوان (انديانا جونز ومملكة الجمجمة الكريستالية) الذي ينجح كعادة الأجزاء السابقة في حصد الإيرادات.

مشروع سبيلبرج القادم عبارة عن أول فيلم رسوم متحركة يخرجه على الإطلاق وهو( مغامرات تان تان: أسرار أحادي القرن) والذي ينتجه بالاشتراك مع المخرج بيتر جاكسون، والذي سيكون الجزء الأول من ثلاثية سيخرج جاكسون جزءها الثاني ويشترك كلاهما لإخراج الجزء الثالث ومن المتوقع صدور هذا الفيلم في العام القادم.






هناك تعليق واحد: